أنا في النار وش

تقريبا وانا عندي ۱٦ سنة وصلت لمرحلة ان اللى زيي مينفعش يكون في الجنة ... انا تقريبا بعمل كل الذنوب الممكنة ... لا بصلي ومش عارف ربنا خلقني ليه وايه الفايدة من عبادتي وهو مش محتاجها .. طب ليه فرضها عليا من الأساس ؟ مش عارف ... وبستغرب ان الناس مش بتسأل الاسألة ديه ولا انا الوحيد اللى بسألها يعني

بحاول اقنع نفسي ان فيه امكانية اخش الجنة لكن مفيش ... انا لو دخلت الجنة يبقى ربنا ظلم الناس التانية ... يعم ولو نفرص ان اقل واحد في اقل درجة في الجنة كان بيصلي ... انا مش بصلي انا لو دخلت معاه هيكون هو اتظلم ... خلاص ما ربنا اللى كتب عليا اني اعمل الذنوب ديه ... وهو من البداية كاتب مين هيخش النار ومين هيخش الجنة ... وانا باللى بعمله ده اكيد هخش النار

بس برضه اشمعنى كتب لناس انهم يعبدوه وناس لا ... اشمعنى انا يعني؟ ... في وسط الدوامة ديه كنت عايش حياتي ... وكان فيه كلام من اهلي اني لازم اصلي ... وانا نفسي اسألهم انا بصلي ليه؟ بس عارف العلقة اللى هاخدها ... كنت بصلي بس علشان اخلص منهم ... شوية ركيعات بعملهم وانا متضايق وتقيلة عليا

واحيانا حتى مش بصلي بدخل الحمام اشغل الحنفية على اساس اني هتوضأ واغسل وشي وخلاص علشان يبان عليا يعني اني اتوضيت ... ادخل الأوضة واقفل الباب اقعد خمس دقايق على أساس اني صليت وكدا ... في مرة كنت واقف (بعمل المسرحية ديه) وانا فعلا متضايق بقول في نفسي اشمعنى انا يعني ... حتى وانا واقف زيهم هما بياخدوا حسنات وانا لا ... للدرجة ديه ربنا كتب عليا النار

كنت بشوف راجل عجوز عنده تقريبا 92 سنة كل يوم بيصحي الفجر يصلي ميفرقش معاه صيف من شتاء ... كنت بستثني نفسي من الناس ديه ... وفاكر ان ربنا اصطفاهم وانهم بيصلوا من غير مجهود ... اما انا تقيلة عليا واقول ف نفسي ان ف يوم ممكن اكون زيهم ... بس اللى اتعلمته بعدين ان اليوم ده مش هيجي ابدا ... اليوم ده لازم انا اللى أصنعه

كنت فاكر ان مفيش حد بيحس باللى انا بحسه ولما اكلم حد عن الصلاة يقولي لما تسمع الأذان قوم صلي ... طب ماهي لو بسيطة كدا كنت عملتها ... كنت فاكر انهم بيصلوا علشان هما أكبر مني ... ولما كبرت كبر معايا الإحساس ده ولسه تقيلة عليا ... كنت ببحث كتير واشوف محاضرات واقرأ في الإنجيل ... على أمل الاقي اي إجابة ... لحد ما لقيت بوست صدمني

واحد كان بيقول انه "بحث كتير في الأديان التانية ومجربش يبحث في دينه" ... كان بيتكلم في ان ليه الإسلام فرض الصلوات الخمسة بعد ۱۲ سنة من النبوة ... ليه احنا اول حاجة اتعلمناها في الدين هي ان لازم نصلي ... والصحابة نزلت عليهم الصلاة بعد ۱۲ سنة ... وام المؤمنين كانت بتقول (ولو نزل أول شيء لا تشربوا الخمر لقالوا: لا ندع الخمر أبدا) ... يعني الصحابة الكبار دول لو اول حاجة نزلت في الدين ان الخمرة حرام مكنوش سابوا الخمرة ... كانت هتكون تقيلة عليهم ومش هيسيبوها ... وده نفس اللى بيحصلي في الصلاة .. طب ايه؟ .. كانوا بيتعلموا ايه كل ده؟

والدين فعلا بيجاوب ع السؤال ده ... في صحابي بيقول ( كنا مع النبي ﷺ ونحن فتيان حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن، فازددنا به إيمانا ) ... مش فاهم طب ما أنا مؤمن برضه؟ ... عرفت ان تعريف العلماء للإيمان هو: (الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية) ... ينقص بالمعصية؟ ده انا كل حاجة ف حياتي معاصي ... يعني الصحابة كل الوقت ده كانوا بيزودوا ايمانهم علشان يعرفوا يكلموا ربنا في الصلاة بخشوع

من هنا اعترفت بجهلي وده كان اول طريق الحل ... الموضوع مكنش سهل اني اعترف ان العيب كان مني ... انا اللي فشلت امشي صح ... فلما ذنوبي تقلت بقا عدم وجود إله آخر أمل ليا ... كنت عايز أثور على إمتحانه بدل ما أشوف إجابه ... بدأت أقرأ في كتب عن "أسماء الله وصفاته" (وده اللى بنصح بيه اي حد) ... "وإن عظمت ألآمر عظمت الأوامر" ... كل ما أقرأ عن ربنا اكتر احبه اكتر ... وعرفت ان الصحابة كانوا بيعتبروا الصلاة طريقة التواصل بينهم وبين ربهم علشان كدا كانوا بيقيموا الليل ... لحبهم لربهم ... ما طبيعي ده لو شخص بيحب شخص تاني بيقعد يتكلم معاه الليل كله

بعد ما قرأت الكتاب صليت صلاة عمري ما هنساها ... بالنسبالي مكنتش الصلاة التقيلة اللى اعرفها كانت حاجة تانية ... كنت ببكي فيها ... لأن عارف ان انا بعمل بلاوي وربنا لسه بيقبلني ... جرب بس تكلم الناس بنفس السرعة التي تعودت تقرأ بيها الفاتحة ... محدش هيفهم منك حاجة ... تخيل انك بتكلم ملك الملوك كدا

اللى كنت بقوله لنفسي في الأول ان ربنا هو اللى كتب عليا كدا ... اي فكرة بتغذي نفسك بيها فهي اللى هتعتقدها ... دماغك عاملة زي الأرض الزراعية أي بذرة هتحطها فيها هتكبر وتترسخ في عقلك ... في الآخر أيا كان اعتقادك بأنك كويس في حاجة ...أو مش كويس ... فأنت صح في الحالتين لأنك انت اللى بتزرع أفكارك